الساحل الغربي .. هل قلبت جماعة “أنصار الله” موازين المعركة؟
يمنات
على الرغم من إشتداد وتيرة المعارك الدائرة في مشارف محافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين، والذي تمكنت من خلالها قوات المقاومة «الجنوبية» و«التهامية»، مسنودة بقوات «طارق صالح»، وقوات «التحالف» بقيادة السعودية، تحقيق تقدماً ميدانياً ملحوضاً، فإن القوات الموالية لحكومة «الإنقاذ الوطني» في صنعاء، قوات حركة «أنصار الله»، تمكنوا، بحسب عسكريين، من قلب موازين المعركة، واستطاعت الحد من وتيرة تلك التحركات عند منطقة الطائف في مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، في حين أرجعت مصادر ميدانية في المقاومة «الجنوبية»، بطئ وتيرة المعارك هناك، إلى تأمين خطوطها الخلفية، وكثافة الألغام، والدفع بتعزيزات كبيرة للقيام بعملية عسكرية كبرى لتحرير الشريط الساحلي لمدينة الحديدة.
ميدانياً، تشير المعلومات المؤكدة، أن قوات المقاومة المشتركة الموالية لـ«التحالف»، توقفت اليوم، بعد أن حققت تقدماً نوعياً في مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، فيما لا تزال مناطق حيس والجراحي والتحيتا وزبيد وبيت الفقيه والحسينية، وهي مراكز المديريات، تحت سيطرة القوات التابعة لحكومة «الإنقاذ الوطني» في صنعاء.
ووفقاً لمصادر عسكرية، تحديث إلى «العربي»، فإن «ألوية العمالقة»، و«المقاومة التهامية»، مسنودة بقوات تابعة لطارق صالح، توقفت في منطقة الطائف، في مديرية الدريهمي، بحسب توجيهات من القيادات العسكرية، «لغرض إجراء ترتيبات عسكرية لتأمين المنطقة».
وأفادت المصادر، بأن «قوات عسكرية كبيرة مكونة من 400 فرد وسبع مدرعات، وقرابة عشرين طقماً عسكرياً، وصلت اليوم إلى منطقة الدريهمي».
وأشارت المصادر إلى أن «التعزيزات التي وصلت، ستشارك في تطهير الجزء المتبقي من مديرية الدريهمي، وتأمين المنطقة بالكامل»، لافتة إلى أن «كثافة الألغام التي زرعتها المليشيا تعد أبرز العوامل التي أعاقت تقدم قوات المقاومة والجيش الوطني، وهناك فرق هندسية متخصصة تعمل على نزع شبكات الألغام الوسعة في المنطقة».
وطبقاً لمصادر عسكرية، فإن «قوات صنعاء تتجنب المواجهات العسكرية في المناطق المفتوحة، وتعتمد على معارك الكر والفر، في حين تعتمد القوات الموالية للشرعية والتحالف العربي، على التقدم في تلك المناطق، وبغطاء جوي كثيف من قبل الطيران».
وبحسب المصادر، فإن «التطورات الميدانية لسير المعارك في الساحل الغربي، تشبه السير في محرقة مفتوحة».
وفي المقابل، أفاد نائب الناطق الرسمي بإسم الجيش اليمني، العقيد عزيز راشد، في حديث إلى «العربي»، بأن «المعركة تمشي في أوجها، وهناك جهوزية عالية في جبهات الساحل الغربي، والعدو يتمدد كما تتمدد الأفعى، وكلما تمددت سهل تقطيعها، واليوم يتم مواجهتها بهجمات عسكرية وأدرع تتمكن من اصطياد المدرعات والأليات بشكل مستمسر، ما بين خمس إلى ست مدرعات يوميا وأكثر».
وأضاف راشد، أن «هناك حشد جماهيري وغضب شعبي كبير جداً، يتمترسون في المناطق الأمامية في الساحل الغربي، والعدو كل يوم يموت هناك، ويدفن في تلك المناطق».
وحول تمكن قوات «التحالف» من انتزاع ضوء أخضر من المجتمع الدولي لـ«تحرير» مدينة الحديدة، يقول راشد: «إن العدوان أساساً هو أمريكي صهيوني، لما للسواحل اليمنية والمياه الإقليمية من أهمية إستراتيجية، والعدو الأمريكي يسعى دائماً للتوغل في المناطق الإستراتيجية الهامة، من أجل أن يتحكم بالعالم، ولكن عين الشمس أبعد لهم من أن يسيطروا على الأراضي اليمنية». ويؤكد راشد، أن «هناك استعدادات من قبل الجيش اليمني والشعب برفد الجبهات وسد الثغرات في حال وجود ثغرات هنا أو هناك، والجيش يتقدم في الصفوف الأمامية لدحر الغزاة ومرتزقتهم». وأوضح نائب الناطق الرسمي بإسم الجيش، أن قوات «الجيش واللجان، نفذوا عملية كماشة ناجحة اليوم على مواقع قوات المرتزقة في مديرية التحيتا، في الساحل الغربي، وتم محاصرتهم هناك، وتلقينهم دروس قاسية، كما أن هناك عمليات عسكرية للطيران المسير والقوة الصاروخية، استهدفت مواقع القيادة والسيطرة وغرف العمليات للمرتزقة في معسكرات الساحل الغربي»، مشيراً إلى أن «الإعلام الحربي اليوم، ينقل صوراً واضحة للمعارك هناك، وكل ما يروج له إعلام المرتزقة، هي عبارة عن فقاعات إعلامية عارية عن الصحة».
ولفت إلى أن «عدد من المواقع التي كان قد سيطر عليها مرتزقة العدوان في التحيتا والدريهمي، تم إستعادتها من قبل الجيش اليمني».
وعلى الرغم من أهمية معركة تحرير محافظة الحديدة، ذات الأهمية الإستراتيجية لأي طرف من أطراف الصراع، فإنها، بحسب مراقبين، لن تشكل خط النهاية للحرب، بقدر ما ستشكل أداة ضغط في أي تسوية سياسية مقبلة، كون جماعة «أنصار الله»، وبحسب المراقبين، لا تزال بيدها الكثير من المناطق التي تمثل العمق الإستراتيجي والتاريخي لليمن، التي تشكل عائق كبير أمام حسم المعركة لصالح القوات الموالية لـ«الشرعية» و«التحالف».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.